Friday 1 April 2011

لنصم عن كل شر بطهارة و بر




لنصم عن كل شر
بطهارةٍ و بر


الصوم المقدس هو رحلة روحية ، و نهاية هذه الرحلة هى عيد القيامة ، أى عيد الفصح ، أو العبور من الموت إلى الحياة ، و هو عبور مستمر من هذا العالم إلى ملكوت الله الذى أعلنه لنا المسيح .

و طقس الصوم فى الكنيسة موجود لكى يساعدنا على الإستعداد لتقبل هذه الحياة الجديدة التى أعطاها لنا المسيح بالقيامة من الأموات ، و تذوقها ، لكى نتوب و نرجع من جديد لأحضان الله أبونا ، الذى طلما أحبنا .
و الصوم هو تدريب عملى للتقدم فى الحياة الروحية ، فهو :
+ ليس حرماناً من بعض الأطعمة ، و إنما هو زهد إختيارى عنها ..
+ و ليس هو إزلالاً للجسد فقط ، بل هو إنعاشاً للروح أيضاً.
+ و هو ليس حملاً ثقيلاً نلقيه عن كاهلنا يوم العيد ، بل أن سر نجاحه يكون فى استمرار آثاره يوم العيد و بعد العيد .
+ و ليس هو أمر متعلق بالجسد بقدر ما هو متعلق بالروح و الملكوت .
لذلك جائت كلمة قسمة الصوم المقدس لتقول : [ و نحن أيضاً فلنصم عن كل شر بطهارة و بر ] ... نعم ، فالصوم ليس فقط هو صم الجسد وة البطن بل هو صيام عن الخطية و الشر أيضاً.

لذلك فإن آباء الكنيسة فى تعليمهم عن الصوم ، لم يكونوا يكتفون تماماً بالصوم المادى ، بل كانوا يؤكدون على اقترانه بالصوم الروحى كذلك.

[ الصوم بإعتباره امتناع عن الطعام هو إشارة إلى شىء ، فالطعام فى حد ذاته لا يجعلنا أبراراً أو أشراراً أكثر ، لذلك نجب أن نصوم عن العالميات ]
القديس إكليمنضس الأسكندرى

[ لا تظنوا أنه ببساطة هكذا يكون الصوم ، لأنه ليس المنقطع عن الأطعمة هو وحده الصانع خيراً بل المنقطع عن كل فعل شرير بهذا يدعى صوماً ، لأنه طالما انت تصوم و لا تحفظ فمك عن الثرثرة و الكلام الشرير ، فإن كنت لا تطرد الكلام الشرير من فمك الصائم فلا تنتفع شيئاً ]
القديس أثناسيوس الرسولى
[ الإنقطاع عن الأطعمة لا يكفى فى حد ذاته ليكون صوماً ممدوحاً ، فلنصم صوماً حسناً مقبولاً لله ، الصوم الحقيقى هو مجانبة الشر ، و ضبط اللسان ، الكف عن الغضب ، غياب هذه الرذائل هو الصوم الحقيقى ]
القديس باسيليوس الكبير

[ الصوم هو غصب الطبيعة ، منع الشهوة ، اجتناب الأفكار الرديئة ، نقاوة الصلاة ، حراسة العقل ]
القديس يوحنا الدرجى
 [ الله لا يرغب فى الصوم الباطل ، لأن الصائم بهذه الطريقة ، التى أنت تفعلها ، لا يصنع شيئاً لحياة البر ، إنما صم لله صوماً مثل هذا ، لا تفعل شراً فى حياتك و أعبد الرب بقلب طاهر ، و إحفظ واصاياه سالكاً فى تعاليمه ، و لا تجعل شهوة الشر تصعد إلى قلبك ، و آمن بالله ، فإن فعلت ذلك فإنك تصوم صوماً عظيماً و مقبولاً أمام الله ]
الراعى لهرماس
[ لا تصم بالخبز و الملح و انت تأكل لحوم الناس بالدينونة و المذمة ، لا تقل أنا صائم صوماً نظيفاً و أنت متسخ بكل الذنوب ، إن أردت أن تصوم صوماً نظيفاً ، تعال و انا أريك كيف يكون ..
خذ لك مرشداً حكيماً _ أب اعتراف _ و إذا أمرك بالصوم فإعسل وجهك و أدهن رأسك ، لكى لا تظهر للناس صائماً فيضيع أجرك من مديحهم ، لا تصوِّم فمك عن الأطعمة و لسانك يأكل فى أعراض الناس ، لا تفتخر على غير الصائمين ، و اضبط لسانك من الكذب و الحلفان و ذم الناس ، و الإفتراء عليهم فى غيابهم و حضورهم ، و لا تضرب الواحد بالآخر و تقف كالمصالح فيما بينهم .
صوِّم يديك و عينيك و أذنك ، من كل أمر قبيح يغضب الله ، و حينئذ يكون صومك نظيفاً ]
الأنبا يوساب الأبح

 [ ليس من المهم أن تصوم بطنك فقط ، بل أن يصوم لسانك أيضاً ، و أن تصوم عقلك عن التفكير فى الشر و أن تمتنع عن الخطية ، فهذا هو صوم الروح الحقيقى و الذى ليس من الضرورى أن يقترن بصوم الجسد ]

 [ لم أتكلم بهذا قاصداً الإقلال من شأن الصوم ، بل تكريماً لك ، لأن الصوم ، يتكرم ليس بالإمتناع عن الأطعمة ، بل بالرجوع عن العادات الخاطئة ، و الذى يقصر الصوم على الإمتناع عن الطعام يهين الصوم .

هل أنت صائم ؟. قدم لى برهاناً من أعمالك و بأى نوع ؟ إذا رأيت عدواً تصالح معه ، و إذا رأيت صديقاً نال حظاً لا تحسده ، لإذا رأيت منظراً مثيراً أعبر عليه ، لا تصوِّم الفم فقط ، بل أيضاً العين و الأذن و القدمين و اليدين ، و كل أعضاء جسمك صوم القدمين هو منهعما عن الجرى إلى الملاهى ، و صوم العينين هو تدريبهما على ألا تتأمل الوجوة ، أو تنشغل بالجمال الغريب ، لأن النظر هو غذاء العين ، فإن تركتهما يتنجس صومك ]
  
[ إنى أحزن من أنكم تفتكرون أن هذا ـ أى الصوم ـ الذى هو أدنى الفضائل كاف للخلاص ، مع أن أمور أخرى أعظم و أهم منه كالمحبة و الرحمة و التواضع تترك كليةً ]

[ قد سبق و تكلمت معكم عن الصائم الذى لا أعتبره صائماً ، و الآن أتكلم معكم عن غير الصائم فإدعوه صائماً ، فكيف يكون غير الصائم صائماً ؟ حينما لا يذوق خطية و لو تناول طعام ]
 القديس يوحنا ذهبى الفم

[ الذي يصوم عن الغذاء ، ولا يصوم قلبه عن الحنق والحقد ، ولسانه ينطق بالأباطيل فصومه باطل ، لأن صوم اللسان أخير من صوم الفم ، وصوب القلب أخير من الإثنين ]
القديس مار إسحق السريانى

[قال راهب لشيخ لي ثلاثون سنة لم آكل فيها لحم:
فأجابه الشيخ :"وهل لك ثلاثون سنة لم تخرج من فمك لعنة ، تلك التي نهاك الله عنها؟ .. فلما سمع الأخ ذلك قال:"بالحقيقة هذه هي العبادة المرضية لله ]
بستان الرهبان

+ + + + + + + + + + + +
الصوم الأربعينى المقدس
1 إبريل 2011 م ـ 23 برمهات 1727 ش














No comments: