Sunday 21 May 2017

Alitheia Initiative for Orthodox Doctrine

Alitheia
Initiative for Orthodox Doctrine
مبادرة "آليثيا" للتعليم الأرثوذكسى




اللى متابع حالة الحراك اللاهوتى الداير دلوقتى فى الكنيسة خاصة فى أوساط الشباب ، هيلاحظ إن فى ظاهرة لاهوتية مش جديدة.. و هى الإنجذاب الشديد و  المحموم ناحية كتابات الآباء أو "الأرثوذكسية القديمة / الأصيلة " حتى من بعض غير الأرثوذكس .
و لو عايزين نوصف حالة الحراك دى بشكل دقيق من الناحية الكنسية ، فمش هنلاقي تفسير ليها إلا إن كل واحد جواه حقيقة مخلوق بيها من الله ، و الحقيقة دى بتحن دايماً لأصلها ... أعتقد ان الحالة دى هى عمل صميمى من أعمال الكيان مش مجرد دراسة على مستوى الفكر و الأكاديميا ... أيقونة بتحن لأصلها ... و مش بتلاقى التعبير القوى و النقى عن الحقيقة دى إلا من خلال الفكر الأرثوذكسى اللى بتحاول تدرسه أو تتمثله ....
 و على الرغم من القوة الحقيقية للظاهرة دى و الحماس الكبير اللى بنشوفه فى قطاعات عريضة من الشباب ... إلا إنها بتواجه بانتكاسات كبيرة ، أهمها على سبيل المثال إن مافيش كيان مؤسسى تعليمى واحد يقدر يجمع كل مجهودات الشباب و حماسهم لدراسة الإيمان و التعمق فيه ، فبنلاقى إن الشباب بيبتدى يتعاطى مع المتاح ، و زى ما شفنا خلال سنة كاملة الكنيسة كلها بتتكلم فى قضية أعتبرها شخصياً هامشية جداً و هى " المرأة الحائض يجب إنها تتناول و لا لأ " ...
 أعتقد إن أرثوذكسيتنا بتحمل الكتير من الأبعادو الأعماق اكتر من مجرد الاستغراق فى جدالات بنتكلم فيها من 60 سنة...
إلا إن الظاهرة دى فى المجمل مؤشر قوى على صعود الأرثوذكسية فى أشكالها الأقرب لحقيقتها فى واقعنا ... كنمط و اتجاه معرفي هيطغى على كل أشباه المدارس اللاهوتية اللى بتحاول تتصدر لنا بإعتبارها معبرة عن حقيقة إيمان الكنيسة الجامعة ، و دا بالرغم من المحاولات المستمرة لتمييع الهوية و الخلط و المزج بين الحقيقة و اشباهها ...
كواحد من الشباب اللى عندهم محاولات بسيطة لدراسة الأرثوذكسية ، أحب أقولكوا أنا مؤمن بإيه ... أنا مؤمن بإن الأرثوذكسية تقدر تخلص العالم ... و تقدر تسبغه برؤية سماوية قادرة إنها تشفى العقل الإنسانى من تغربه و تشتته عن الله ... بتعبير أحد اللاهوتيين  : الأرثوذكسية أكثر رسوخاً من العالم ! ... العالم نفسه فى بنيته الأساسية المتغربة جداً عن حقيقتها ... مش بس أقوى من مجرد موجات الكفاح ضدها أو محاولات الطمس أو التشوية و اللى بنقابلها كتير فى واقعنا للأسف  ... لأ ... دى أرسخ من المنطق اللى بيخلى العالم يتغرب أو يلف ف دواير أو يلهو و يلغو فى مناطق كتير مش بتمس كيانه الأساسى و العميق اللى لازم ينتبه ليه ..
الأرثوذكسية" بالنسبة لى فلسفة حياة جديرة بإنها تتعاش فعلاً ... رؤية خصبة و إبداعية للحياة فى الأساس  .. و هى التعبير الأقصى عن الحقيقة المخلوقين بيها ...
....

فكرة " آليثيا "

عشان كدا فكرت أنا و مجموعة من الشباب إننا نؤسس " مبادرة أليثيا" ، "أليثيا" و اللى معناها الحقيقة او الإنكشاف ، هتكون مبادرة حرة مفتوحة لدراسة التعليم الأرثوذكسى من مصادره المعروفه و المتاحة و الموثوق منها عقيدياً ... سواء من المصادر الكلاسيكية المتمثلة فى كتابات آباء الكنيسة الجامعة، أو المصادر المعاصرة الخاصة بالمقاربات و الدراسات الحديثة المتوفرة باللغات الحية ...الغرض الأساسى لأليثيا إنها توفرلك materials  لاهوتيه كتير غالباً انت ما تعرفهاش ، مش بتقع قدامك .....  كل دا طبعاً داخل الإلتزام بالإطار الأرثوذكسى ...
 نجيب المصادر دى ، و نعرفك بيها ، و نعرفك ازاى تستخدمها و نخليها فى ايديك ونطرحها قدام كل الناس المنتمين لكل مراكز و أشكال الخدمة فى الكنيسة. ...عشان يكون عندك فرصة أكبر و أسهل لإنك توصل لمصادر الإيمان و تقدر تتعامل بنفسك مع اللاهوت و الأفكار بحرية و بدون قيود ... و ماتستناش حد يقدملك كتاب أو محاضرة أو فكرة .... انت نفسك هتكون عندك الإمكانية أنك توصل للمصادر و تتعامل معاها ..

بدايةً ... اسمحولى اقولكوا هنشتغل إزاى فى أليثيا
أليثيا بتعتمد على حاجتين : أولاً      system خاص بيها بيلتزم التزام تام بأصالة التعليم الأرثوذكسى ، السيستم هو اللى هيحكم :
الموضوعات اللى هنتكلم فيها  / و المصادر اللى هنشتغل منها و  / الأفكار اللى هنصدرها و نتعلمها ،
و التانية هى الـSharing   أى حد يقدر يشارك معانا فى حدود الإلتزام بالسيستم ، و يقدر كمان  يشارك الفكره نفسها مع أى حد ...
هنشغل بإننا هنطرح موضوع رئيسى معين ، و هنغطيه عن طريق موضوعات فرعية هتكون فى حدود 4 أو 5 موضوعات ... كل موضوع فرعى منهم هيبقا عليه مصادر خاصة و حجمها مناسب لدراسته ، فصول من كتب او اوراق بحثية تقدر تعملها داونلود و تشتغل عليها سواء بالترجمة أو الدراسة أو التلخيص ...
هيكون فى مستويين متوازيين للدراسة : المستوى الأول تقدر تشارك فيه عن طريق الانضمام لـ groups معينة هنكونها ، و هتكون بتمثلنا بشكل كامل ... كل group هيدرس فكرة او مجموعة افكار ... بمعنى انه هيشتغل علىى مواد معينه خاصة بموضوع فرعى احنا طرحناه ... بعد كدا الجروب يطلع لنا الدراسة أو الترجمات الخاصة اللىى بتقدملنا فكرة الموضوع باللغة العربية ... و اللى بدوره هينضم مع الدراسات اللى خلصتها groups التانية و بكدا نقدر نكون الموضوع الرئيسى كله بطريقه mosaic... كل واحد هيشتغل على جزء محدد هيتعمق فيه و يتشربه كويس .. و فى نفس الوقت تكون باقى الموضوعات متقدماله بشكل جاهز ...
المستوى التانى اللى مايقلش عن المستوى الأول ، إن materials  اللى مش هنشتغل عليها فى groups هنطرحها public ، لكل الناس ، اى حد يقدر يدخل و يعمل داونلود و يشتغل على materials  فى اى موضوع هو يحبه او يختاره ....  و بعد كدا هنقوم بمراجعته و نشره فى آليثيا ... كمان ممكن يقترح علينا أى مضوعات أو materials  تانية بشرط إنها ماتخرجش عن الإطار الأرثوذكسى اللى حددناه قبل كدا

كمان إحنا مش عايزين آليثيا تكون مجرد مبادرة على الانترنت عشان كدا فكرنا إننا نعمل امتدادات تانية للمبادرة :
أولاً Publications  : اليثيا بترحب بأى حد يقدملها دراسات أو كتب أياً كان حجمها و لكن لازم تكون ذات طابع و إتجاه و مستوى معين ...  مع الشرط الأساسى و هو الإلتزام التام بالتعليم الأرثوذكسى عشان نقدر ننشرها ، 
مطبوعاتنا ابتدت بالفعل من خلال نشر أول كتاب للمسئول عن لابابلكيشنز فى  أليثيا أ/ أمجد بشارة  " قصة الحب العجيب " و هو فى دراسة جادة فى الخلاص بين اللاهوت الشرقى و الغربى ... أليثيا هتلتزم بنشر أى مطبوعات تساهم فى نشر الوعى الأرثوذكسى أو الوعى بكتابات الآباء و المسيحية المبكرة ... و طبعاً كل كتاب هيتم مراجعته قبل نشره سواء دراسة أو ترجمة  .
ثانيا:     Courses : أى حد عنده منهج يتدرس أو كتاب يتشرح بنرحب بيه انه يعمل عنه كورس أو حتى محاضرات على الانترنت تحت اسم اليثيا ، عن نفسى ،هحاول ابتدى كورس بيشرح الإيمان الأرثوذكسى من خلال كتاب "فلاديمير لوسكىبحث فى اللاهوت الصوفى لكنيسة المشرق " كتاب مرجعى و essential وبيوفر علينا كتير جدا فيما يتعلق بشرح المفاهيم الأساسية لتعليمنا المسيحى

ثالثا: خدمة الفلسفة و الفكر المسيحى : طبعاً مع التزامنا الكامل بالتصور الأرثوذكسى للحياة ، إلا اننا بنشجع الشباب اللى حابب يقدم مقاربات تانية من الفكر المسيحى العالمى ...
هيكون فى قسمين خاصين ع الويبسايت منفصلين عن الموضوعات اللى ملتزمين نشتغل فيها ، القسم الأول هيكون للفكر و الفلسفة المسيحية ، و التانى هيكون للروحانية المسيحية معروض من مصادر منتمية لكل التقليدات الكنسية ،عشان تقدر توصل لأى تعاليم مستيكال تفيدك فى حياتك الروحية ...


كمان فى شوية ملاحظات حول فلسفة عمل آليثيا ،
concepts
بتشكل إتجاهات تحركنا فى مبادرة آليثيا

أولاً: أليثيا...   دعوة للدراسة الحرة و المنفتحة للإيمان القويم ...و حريتها نابعة من حرية الإنسان المسيحى إنه يدرس إيمانه من مصادره العقائدية السليمة بدون ما يكون منتمى لكلية لاهوت رسمية ،  
يُمكن للكل إنه يشارك فيها طالما بيلتزم بالتصور الأرثوذكسى عن الإيمان و المصادر اللى هنطرحها للدراسة ...  لأن إيمانى إن الأرثوذكسية... هى الأليثيا ... حركة نحو الحقيقة مش بتستثنى حد أو فئة معينة ،... عشان كدا إحنا بنرحب بكل المجهودات أياً كانت صغيرة أو بسيطة ، أقل مجهود فى اليثيا هيتم تقديره ... كمان بالرغم من إن أليثيا هيبتدوها شباب هنا من مصر إلا إننا بنشجع اخواتنا الارثوذكس السريان و الروم الناطقين بالعربية انهم يساعدونا و يشاركوا معانا دراسة الإيمان ..
مرة تانية احنا مجموعة من الشباب الحر اللى بيدرس إيمانه بحرية و من الفكر الارثوذكسى العالمى. أرجو إن النقطة دى تكون واضحة تماماً ... إيماننا مش بيعرف الحدود . دا طبعا مع وعينا  بمدى اختلاف بعض التقليدات عن اخرى و اللى عندنا قدره على إدارته .

ثانياً : أليثيا مش رد فعل ...  لأننا معتقدين ان أرثوذكسيتنا حركة إيجابية، فعل إيجابى  و مش نتاج أزمة !! ... إحنا مش جايين نرد على حد ، أو جايين نصطنع جدالات أو خناقات مع أى حد ...
 زى ما قال ق غريغوريوس النيسى " الحق يجتاز فى الوسط ليبيد كل هرطقة و لكن ليقبل كل ما هو نافع " ... و زى ما اسمها "أليثيا " بس هتقدم الحقيقة بدون الدخول فى حالة جدل أو صراع مع أى طرف ... و دا التزام ثابت على المساهمين الأساسيين في أليثيا طول الوقت .

ثالثاً : ... الغرض هو الاستعادة αποκαταστασις استعادة الإيمان الأصلى و القويم فى عقولنا و حياتنا .. و هنعمل كدا علشان ندفع حدود الواقع لقدام ... هنتناقش فى القضايا الحقيقية للإيمان بدل من الخلافات الركيكة اللى بتتصدر لنا... و مهتمنا فى الأخير هى خلق وعى حقيقى و نمط جديد و راقى من الجدل اللاهوتى بيعتمد على دراسة موضوعات حقيقية و فى صميم الإيمان و بتمس حياتنا فى جوهرها بدل من استهلاك طاقتنا على social media فى مواضيع مافيش منها فايدة و تستخدم كاجندات لأطراف معينة تعمل فى غير صالح الكنيسةة المقدسة  ككل .

رابعاً : اليثيا تؤمن إن الوجود نفسه حالة حوار ، و اذا كنا عايزين فعلا نغير الواقع اللاهوتى اللى عايشينه... كل واحد هيشتغل على موضوع أو فكرة فى أليثيا هيكون ملتزم بإداره حوار حوله على الأقل ع social media ...
أليثيا بتستهدف التاثير وتستهدف تغيير الواقع ، و إعادة تشكيل النمط اللاهوتى للواقع زى مايجب انه يكون مش زى ما هو متاح او مفروض، احنا هنخلى المتاح قدامك هو اللى لازم يكون موجود ، مش هنشتغل على الموجودحالياً و خلاص ، و لكن احنا هنقدم رؤيتنا و نمط حياتنا ، و هنشتغل على ايماننا و تصوراتنا للحقيقة ، و دى دعوة للشباب اللى هيشتغلوا فى آليثيا ... أنا بادعوك للمشاركة فى خلق نمط جديد مش موجود واقعيا ... بادعوك لبنيان شىء جديد انت تساهم فى تشكيله و صياغته و خلقه من العدم ، و هو زى ماقلنا استعادة التعليم الكنسى على مستوى الفكر و الوجدان و الحياة ... مش عايزين نقدم مجرد دراسات نظامية و أبحاث ... لكن نمط الوجود الأرثوذكسى الكامل ... حياة و واقع ارثوذكسى كامل ...


الاحتياجات :
بدايةً ... أى حد هيقدم مساعدة فى أليثيا فهو هيقدم " خدمة" و خدمة مجانية ... مافيش اى قبول لتبرعات نقدية طبعاً لإن كل التبرعات هتكون عينيه و خاصة فيما يتعلق بالمصادر و المراجع اللى حد يتطوع و يوفرهالنا ... ماننساش إن أليثيا مبادرة مجانية غير هادفة للربح و غرضها بالأساس خدمة الفكر الأرثوذكسى ...

أولاً : زى ما قلت مجهوداتنا هتعتمد على اللاهوت الأرثوذكسى فقط ... و عشان نعمل كدا إحنا محتاجين نغطى وجود مواد و كتب و دراسات كتير غير متاحة قدامنا ... إحنا بنشجع أى حد يقدر يساعدنا بكتب من برا سواء عن طريق و الشراء و يبعتلنا منها soft copy ... او يبعتلنا كتب أو papers إذا كان بيدرس فى جامعة .. احنا هنعمل list بأسماء المصادر اللى محتاجينها و اللى هيعرف يبعتلنا مواد نشتغل بيها ياريت يبلغنا فى أقرب وقت . كمان فىى application الخاص بالمساهمة فى اليثيا هيكون فى جزء مهم خاص بتعرفنا على مدى قدرتك على توفير المراجع ، و لو انت شايف انك ممكن تساهم فى دا ارجوك ما تترددش انك تتواصل معانا بشكل خاص عن طريق facebook page الخاصة بينا .

ثانياً : فى مؤسسات كتير عرضت علينا المساعدة بإنها تفتح لينا مكتباتها الورقية للاستعارة ... الحقيقة احنا بتقابلنا مشكلة كبيرة فى عملية scanning عشان نقدر نحول الكتب دى pdf نطلعها ع website و نستفيد منها فىى الدراسة ... احنا محتاجين بشدة لمتطوعين جادين فى الموضوع دا ... و محتاجين device و حد يقدملنا خدمة scanning بمستوى مقبول .. دا شىء مهم جدا و urgent ياريت اللى عنده استعداد يشارك يقولنا.
ثالثا: طبعاً محتاجين باحثين متوطعين و ملتزمين معانا بشكل دائم  .. محتاجين اكتر لمراجعين سواء لاهوتيين او لغويين ، اللى يشوف نفسه أهل للخدمة يبعت لنا تفصيل بإمكانياته زى ما هى موجودة فى application عشان نقدر نستفيد منه كويس ... زى ما قلت هيكون فى أعمال للبحث و الترجمة و المراجعة اللاهوتية و كتابة الريفيوهات أو التلخيص ... كمان اللى مش هيقدر يشتغل فى دا ممكن يساعدنا فى إننا نطلع materials  بتاعتنا كـ  audio filesعلى النت بحيث يقرا و يستفاد و يفيد اللى ماعندوش وقت و طاقة إلا انه يسمع .
رابعاً :  website... مبادرة زى اللى احنا عايزين نعملها لازم يكون فى options و امكانيات خاصة فى الويبسايت ... احنا بالفعل عندنا م/ فادى مندى شغال ع website بس اللى يقدر يساعد بأى شىء أو حتى فى ابلود المواد اللى هتطلع ما يترددش يقولنا ... كمان لسة ماعملناش لوجو و اللى هتدور فكرته حول "الشيروبيم" كرمز للمعرفة و الاستنارة الكيانية ... فاللى يقدر ينفذ الفكرة ياريت يتواصل معانا عشان نرتب أكتر ...

خامساً : Media ... جزء كبير من شغلنا هيعتمد على videos هيعملها الشباب و هيبعتوهالنا ، إى حد عنده استعداد يخدم معانا فى video editing أو  فى design أو أى اقتراحات متعلقة بيهم يقلولنا...

طبعاً و قبل كل شىء احنا محتاجين حد يشتغل معانا ، يشتغل فى management ، العدد الملتزم معانا بشكل كامل فى الجزئية دى لازال غير كافى  ، محتاجين ناس أكتر تتحرك معانا ، يكون فى commitment و يكونوا مؤمنين بفكرة آليثيا و القضية الارثوذكسية الكبيرة اللى بنتحرك فيها .

أخيراً :
أهم شىء محتاجك تعرفه و انت بتشتغل فى آليثيا انك تفهم إن اليثيا دى مش بروجيكت حد بيعملهولك ، اليثيا دى بتاعتك ، اليثيا خاصة بكل واحد هيشتغل فيها ... انت اللى هتكتب فيها و تتعلم من خلالها و تحاول توصل عن طريقها لأعماق مش بيقدمها الواقع المتاح  ، اليثيا معمولة عشان تفهم أكتر ... تستوعب اكتر ، و عقلك يبتدى يعاد تشكيله و ينفتح و يتماهى بحسب الحقيقة اللى بتقدمهالنا الكنسية الأرثوذكسية  ...
أليثيا مشروع طويل الأمد ... هنشتغل فيه طول الحياة ... ممكن مش طول الوقت ، ممكن كل واحد يشتغل بحسب مساحة الوقت و الطاقة المتاحة قدامه ، لكن الأكيد إننا هنفضل نخدم فيها على طول ، و لو حد وقع هيبقا فى مكانه حد تانى ... و مع تجميع مجهودتنا اللى قد تبدو انها بسيطة و صغيره هنقدر نعمل التأثير المطلوب .

و لو كان لينا إيمان فعلاً مش مجرد أفكار،  هندرك إن والدة الإله نفسها هى الحاضنى و الحامية لأرثوذكسيتنا !! الثيوطوكوس هى شفيعتنا فى خدمتنا اللى بنعرضها عليكم و هنبتديها فعلياً فى أقرب وقت ...
الأرثوذكسية دى عقيدتنا الملتحمة بحياتنا و تصوراتنا و وجداننا و رؤيتنا .. و لو كان يليق بيها اننا نقدملها التكريس المناسب... هنقدر نخلص العالم و نعيد و تشكيله بحسب الحقيقة المدعو ليها منذ البداية ...

تابعو أخبار اليثيا ... هنبتدى قريب ... فى description بتاع الفيديو هتلاقوا الايميل و لينك facebook page بتاعتنا ، و هتلاقوا كمان لينك Contribution App الخاص بأبليكيشن المشاركة فى أليثيا أتمنى أنكوا  تشاركوا معانا و تبعتولنا عشان نتواصل و نرتب تعاون أكتر بخصوص المبادرة ...



Tuesday 7 February 2017

أين الله وقت الألم ؟! - تعليقات أرثوذكسية



أين الله وقت الألم ؟!!
تعليقات أرثوذكسية



I
مقدمة

فى الفيديو دا هحاول أوضح شوية أفكار متعلقة بسؤال " أين الله وقت الألم"
مبدئياً أعتقد إن قضية الإلم أو مشكلة الألم زى البعض بيسميها " مشكلة" ... لو جينا نتناولها بحسب اللاهوت الأرثوذكسى لازم نشرحها بشكل مبنى قضيتين تانيين " قضية طبيعة الوجود الإلهى داخل الخليقة ، و طبيعةالحضور الإلهى فى التاريخ الإنسانى ...
 فى الفيديو دا هقول بعض الملاحظات العامة و اللى فعلا كل ملاحظة فيهم محتاجة دراسة تغطيها بشكل كامل

كل دا عشان نوصل فى النهاية لرؤية عامة حول مفهوم العناية الإلهية و طبيعة تدخلات والله و تعاملاته مع الخليقة و اللى اعتقد ان المفهوم دا المصدر الإساسى للإزعاج فى إجابتنا على سؤال الألم ...

 .. و يمكن دى فرصة عشان نبتدى ... مجرد بداية ... اننا نجاوب على قضايا وجودنا الإنسانى بشكل مؤسس و مبنى على لاهوتنا الأرثوذكسى ... لأنى اعتقد ان اللاهوت الارثوذكسى فيه ابعاد و اعماق وجودية بالأخص و غايبة تماما عن واقعنا الكنسى و اللاهوتى ...
...

أولا: الإجابة عن سؤال " اين الله وقت الألم" لازم تتفهم فى سياقها ... الحقيقة انا شايف ان سياق الإجابة كله بتدور كلها فى نطاق " سيكولوجى" بحت !!
بمعنى انى مش قادر اشوف اى حد عنده مرجعية لاهوتية محترمة تقدر تقدم تصور عام عن الحياة و الوجود الإنسانى و اللى نقدر من خلال التصور دا نجاوب على مشكلة الألم !!


كله مجرد ايجاد حلول قسرية او تبريرات متعمدة او مخدرة فى بعض الأحيان ...
و أعتقد كمان سياق السؤال نفسه بيحمل علاقة اعتمادية و غير سوية بين الإنسان و الله ...

و علشان كدا انا مش مستغرب من بعض العقليات اللى بتاخد قضية الألم كسبب أو أساس يبنوا عليه اتجاههم الإلحادى لان عندهم مشكلة كبيرة فى تقبل وجود الألم العادى و الطبيعى للحياة ...

 العقليات دى بتقع  فى ما يسمى بتأليه الألم ... يعنى لما يبقى الألم هو الأساس و السبب و المحك للإيمان ....  يبقا بنحط الألم _ هو مجرد تأثرات جسدية او مشاعر سيكولوجية _ فى مستوى الألوهه و بنخليه يحددها و يحدد ايماننا بيها ...

 ... انا لا اعتقد فى دا .. و اعتقد ان الإنسان لازم يكون عنده النضج الكافى فى تقبل واقع حياته باعتبار ان الألم هو أحد اعراض الوجود بالشكل دا و فى العالم دا ...

الألم مش مشكلة اكتر منه واقع بتتعامل معاه بإيمانك المسبق و قدراتك و نظرتك للحياة مش انه يكون سبب محدد للإيمان بوجود إله او عدمه ..

 لأنى ما اعتقدش ان فى ايمان هيؤسس على سؤال الألم هيبقا ايمان صحيح او سوى  لانه هيبقا مؤسس على أزمة ... مشكلة ...
المفروض ايماننا بالله يكون نتيجة لخبرة الفرح ... الجمال ... الحب ... التأله ... للإنفتاح مش هروب من مشكلة الألم سواء بقبول فكرة ان فى حد هيكسر الواقع و ينقذك من المك او انك تحيل كل المشكلة عليه ... على الله ... و تقدرر انك تغضب و ترفض المك و ترفض الله معاه ... اعتقد ان النضوج الشخصى ليك انت حل مجدى اكتر من كل تبريرات كتير بيتم طرحها إجابةً على سؤال الألم  ...




II
تفكيك بعض المفاهيم اللاهوتية غير السوية

ثانياً : فى تشوه لاهوتى خطير فى الإجابات اللى بلاقيها عن سؤال الألم ... يعنى فى أحد الإجابات العبقرية على سؤال الألم ، واللى وصفها صديق شخصى لى انها إجابة فى حد ذاتها مثيرة و مسببة للألم ... أن الله يتألم معنا !!

الله لا يتألم معنا !!! اللاهوت ماعندوش جهاز سيكولوجى او عصبى يقدر يتألم بيه ! بحسب الآباء النساك و الهدوئيين بالأخص اللاهوت فوق الهوى  ... الله ماعندوش باثوس ... فى حالة كاملة من الآباثيا Apatheia   . .. اللاهوى ... مش بيتأثر زى الإنسان ... ماعندوش نفس دورة الموت اللى دخلها الإنسان بعد السقوط و اللى بيوصفها الآباء بدورة اللذة و الألم .. passion  ... دا مهم جدا اننا نظبط مفاهيمنا لاهوتياً كويس عن الله قبل ما نقرر الإجابة بشكل انفعالى أو عشوائى ...

كمان الله لا يتدخل و يرفع الإلم عن الإنسان بشكل قسرى ... يعنى  اذا كان الابن الوحيد لما قاسى قمة الألم على الصليب صرخ قال الهى الهى لماذا تركتنى ! ازاى احنا نتجاسر و نقول ان الله بيرفع الألم عن الإنسان بالشكل القسرى و التدخلى دا ؟ !!  ...حتى فى مفهوم تبادل الخصائص .. اللاهوت لا يرفع الألم عن الناسوت ! و مش بيديله مخدر ... و ان الابن الوحيد لما عانى من الألم على الصليب مارفعش الآلام عن العالم بشكل بدلى ، و  لكن نقل للطبيعة البشرية فيه قوة التغلب على الألم بل و العدم كله من خلال القيامة ...


كمان هنلاقى مشكلة كبيرة فى مفهوم الألم نفسه .. مفهوم الألم فى السؤال دا بيشير الى المستوى العادى و الطبيعى و اللى كلنا بنواجهه كصعوبات للحياة ... مش الألم بالمعنى الآبائى " باثوس" او "الهوى " كأحد اعراض الموت الروحى اللى اصاب الإنسان بعد السقوط ... و اللى ممكن نسميه بالاغتراب عن الله او "العدم" و هو مصطلح مهم جداً و ثقيل فى  اللاهوت السكندرى، او "القلق الوجودى " بالاصطلاح المعاصر ، او الفراغ او حالة الإبتعاد عن الكيان الحقيقى لله نفسه و اللى بنسميه إجمالاً فى اللاهوت المسيحى "السقوط"

 لأ ... الألم اللى بنجاوب عليه هنا هو مثلا ان لما جزء من جسمك بيتعبك او بتحتاج لجراحة او علاج او لما حبيبتك تسيبك او لما حد بيضايقك !!!

بمعنى اننا لازم نفرق فى اذهاننا هنا بين الألم بين و الشر .. احنا بنناقش مشكلة الألم ... العادى و الطبيعى مش الشر بالمعنى اللاهوتى الأصيل للكملة .. و الألم هنا بالمناسبة و فى اللاهوت الأبائى مؤسس على مفهوم السقوط ... و ان الأرض ابتدت تنبت شوكاً و حسكاً نتيجة لسقوط آدم و الموت اللى انتشر فى بنيه العالم ... و لكن التمييز دا هيساعدنا كتير فى فهم سؤال الألم لما نيجى بعد كدا نتعرض لمفهوم الأكولوثيا و مسببات الألم ...


III
الإعتمادية غير السوية على الله ككائن أمومى

ثانياً : إيماننا بالله كموجود شخصى و مخلص شخصى، مش معناه ابدا اننا نبنى بيننا و بينه اى علاقة اعتمادية أو نفسانية غير سوية ...

سؤال الألم بالشكل دا و السياق دا شايفه بيصدر المفهوم الأمومى المتطرف لله ... بيوصفه كأنه هو الأم اللى اللى بتدخل فى حياة الإنسان لأى سبب و لأتفه سبب ... او بالأحرى هو الكيان الأمومى اللى بيدخل فيه الانسان و يغيب تماماً ... يغيب ارداته و حريته و قدراته و كيانه لصالح كيان تانى اعلى منه متعهد دائماً بانقاذه حتى من أقل و اتفه أسباب المه ...



ممكن نقرا الكلام دا عند ايريك فروم و هو احد اشهر عباقرة علم النفس فى التاريخ اللى بيوصف حالة الاعتمادية اللى بيكون فيها الانسان على كائن امومى باعتبارها حالة للموت ... او بحسب تعبيره للنيكروفيليا اللى هى بالاحرى حب الموت ... حالة هروب الإنسان من وجوده و مصيره ناحية فكرة او كيان بيرجعه مرة تانية للحالة اللى كان مطمن و دفيان و مٌسدد فيهل كل احتياجاته و كأنه رجع مرة تانية جنين فى حالة من لا اكتمال الإنسانية ... فى رحم الام او الحضن الأمومى أو الطبيعة ...
عشان كدا انا بشوف ان اللى بيلوم او بيرفض الله من أجل الألم ... بيحمل نفس درجة الهوس بفكرة "الإله الأمومى المهيمن" زية زى  المتدين بالظبط ... مافيش فرق... الاتنين عندهم هذا التعلق الأمومى بالكائن الأسمى اللى هيحللهم كل مشاكلهم
فى حالة المتدين التعلق بياخد شكل ثقة ... لكن  عند الملحد بياخد شكل الغضب و الضجر و الاسلوب الطفولى بتاع العياط و الزن و الصريخ عشان يستفز أو يأثر على الكائن الأمومى دا

سؤال " أين الله وقت الألم" سؤال غير سوى و غير مسيحى و غير تقوى على الإطلاق . ... و بيدل على إن الإنسان  اللى بيسأله ما اتعلمش حاجات كتير فى حياته ... لسة مش متقبل عبثية و عدمية بعض الأمور فى الحياة و إن الألم أياً كان شكله أحد عوارض الوجود و شىء طبيعى جداً الخليقة كلها بتمر فيه أياً كان حالتها

مكن يكون اللى بيسأل السؤال دا اللى لسة ماحققش الحد الأدنى من النضج النفسى و العقلى عشان تقدر تفهم ان فى أسئلة فى الحياة مش بيتجاوب عليها !!!  مش بتتفسر و كل اللى تعمله انك تتقبلها زى ما هى ... لسة ما أدركش لامعقولية و لا موثوقية الحياة دى و لسة عايز يعيش فى الحضن الأمومى اللى بيتمرد عليه لما يغيب عنه ... و هو فى حالتنا الإله المهيمن اللى غاب بعنايته و حمايته عن الإنسان دا ...

انا لا اؤمن بدا .. الله عندى هو الوعى الكامل و الحرية الكاملة و القدرة و القوة اللى يتدفع الإنسان للتغلب على اى وضع عدمى فى وجوده ... بما فى ذلك الألم ...


عشان كدا لازم ناخد بالنا من ملاحظة مهمة  ... اننا ما اتربيناش فى حياتنا المسيحية بشكل عام  على الإيمان العميق بنفسنا كأيقونة الله ، و ماتربيناش على الإيمان بوجودنا و قدراتنا زى بالظبط ما بنؤمن بالله اللى اعطانا الحياة و القدرات دى ... بنخاف من صورة الكائن الحر المبدع اللى عايز مخلوقاته كيانات حرة و مسئولة زيه ...
الله عند كتير من المدارس اللاهوتية غير الارثوذكسية و اللى اتسربت منها لينا أفكار غير سوية بتؤمن بالله كحضن امومى أبدى يغيب فيه الإنسان و يفنى  ... انا لا اؤمن بدا ..

كمان فكرة سؤال " إين الله وقت الألم ؟" فى بنيتها الأساسية اللى بتتقدم بالشكل دا ..  كلها مرتبطة بوضوح بإن لازم في ألم أو موت عشان يكون الله موجود ... الإلهى هنا مشبوك بالضرورة مع العدمى ... و العدمى أسبق لأنه عله وجود الإلهى .. هنا تتنسف أى دوجما سليمة عن الخلق بإعتباره إبداع فى الأساس و تستحيل لسلسلة من المشاكل بنحاول نحلها عشان نثبت وجود الله ...

فى النظرة دى ماينفعش الإتجاه نحو الله يكون منبعه الجمال و الإحساس بالعلو و الأبدية زى ما قلت ... لكن لازم  وجود "وسخ" او قذر  يتم التخلص منه و هو فى حالتنا "الألم " عشان يبتدى الله يظهر فى حياتنا  .... اعتقد ان دا من الأسباب القوية اللى مخليانى متمسك بالتعليم الأرثوذكسى عن التأله و الفيلوكاليا كفلسفة حياة لغاية دلوقت ... انها مش بتنزلنا للمستويات الغير سوية فى نظرتنا لله ..



...
IV

لوغوسات الخلق LOGOI

نبتدى بقا نوضح بعض  الحقائق اللاهوتية اللى لازم  نعتمد عليها فى فهمنا بسؤال الألم..
أولاً : عشان نقدر نفهم طبيعة وجود الله داخل الخليقة و ان علاقتنا بيه هى علاقة كيانية بالاساس مش مجرد تأثرات او انفعالات نفسية ...لازم نوضح عقيدة الآباء الارثوذكسيين فى الخلق و اللى شرحوها حتى من قبل نيقية .. و  هى الدوجما الخاصة بلوغوسات الخلق ... لوجى  Logoi

الدوجما دى بتوضح كيفية اتصال اللوغوس الخالق بخليقته من خلال " اللوغوسات" ، لوغوسات الخلق هى  الكلمات اللى بواستطها خلق الله العالم و كل ما فيه ... بتمثل نقطة ارتباط او تماس الكائن المخلوق مع الألوهه ... بتحتوى الإرادة و العقل و الاتجاه نحو الله و امكانية التأمل فيه ... و بتحتوى كل المعانى العالية فى الوجود الإنسانى و على المعنى النهائى من وجود المخلوق ، و هو الإتحاد بالله ...

كل logoi او اللوغوسات منجمعة اصلا فى اللوغوس ... الابن الوحيد ... و اللى  بتمثل الحضور الفعلى للوغوس داخل خليقته ... داخل الطبيعة و الإنسانية و التاريخ ...

 المفهوم دا موجود بالأساس عند يوستيينوس الشهيد لوغوس سبيرماتيكوس او بذار اللوغوس الموجودة فى كل الخليقة مرورا بكليمندس و اوريجانوس ـ لغاية ما قدر يصيغها بشكل أكثر ترابطاً القديس غريغوريوس النيسى ، و اللى اتحولت بعد كدا عند ق ماكسيموس المعترف لأحد الاعمدة اللى بنى عليها كل لاهوته الانثروبولوجى و الخريستولوجى الدقيق و الموسوعى ...

لوغوسات الخلق logoi  بتكشف لنا عن طبيعة الوجود الإلهى داخل الخليقة ، ان اللوغس الخالق موجود فعلاً و حاضر و متصل  بخليقته و لكنه imminent، كامن ... موجود جواها  و بيدفعها لقدام فى مسيرتها ناحية التأله و الاتحاد بالله ... بمعنى انه بيعمل فيها من داخلها !! مش بأشكال اعجوبية او اعجازية تدخليه من الخارج  ....
... بمعنى ان الخليقة معطاه نعمة إلهيه للتحرك ناحية الله ، و لها قدره منبثقة من اللوغوس عشان تشارك الله فى حياته و وجوده و تقدر تتجاوز العدم المخلوقة منه و تقدر تتغلب على اى اوضاع عدمية أوألمية بتقابلها فى وجودها

... الله يعمل فعلا فى كل الخليقة مش عن طريق تدخلات مباشرة و صريحة فى الطبيعة او التاريخ او الوجود الإنسانى ، و لكن لأن الطبيعة الأصلية للوجود بحسب اللاهوت الارثوذكسى هى connected with Logos مرتبطة بيه عن طريق logoi

لوغوسات الخلق فعلاً مش بتفسر وجود الألم ، و دا اللى هنشرحه فى النقطة التانية "الأكولوثيا" ... و لكن بتكشف لينا عن طريقة تعامل الله مع حياتنا من انه مديها قوة و نعمة مسبقة و قدرة على التغلب و التجاوز و الابداع بفعل اتحاد اللوغوس بيها و وجوده الكامن داخلها ...


 أين الله وقت الألم وفقا لعقيدة لوغوسات الخلق ؟ الله موجود فى كل الأوقات و الأوضاع .. حتى لما بتواجه الألم ... لكنه كامن فيك ... جواك .. و هو اصلا مصدر الحياة و القوة اللى بتخلينا نتجاوز او شىء ناحية الحياة الحقيقية اللى مدعويين ليها ...


خلى بالنا انه مش بس المسيحيين هم اللى بيواجهوا الألم ... و مناقشتنا لقضية الألم مش بس تقتصر على تعامل الله مع المؤمنين بيه و لكن لازم تمتد لمناقشة تعامله مع كل ابناء الآب فى كل العالم ! و انه مش بيتدخل بشكل قسرى و مفروض و لكنه فاعل فيك انت و فى داخل كل إنسان سواء كنت بتتعامل مع الألم أو اى مشاعر او قوى تانية ...

عشان كدا احنا قدام لاهوتين متمايزين تماما ... لاهوت بيهتم بالكينونة الإنسانية و بيكشف عن الخالق كإله فاعل و موجود داخل كل إنسان سواء كان بيواجه ألم او لأ ..... و بين لاهوت غابت عنه كل المفاهيم الأرثوذكسية حول  الصورة الإلهية و حضور الله الفاعل فى الخليقة و اللى ادها نفسه عشان تقدر تتغلب على اHمها و عدمها و عشان كدا بيلجأ لمجموعة من التبريرات التغيبية ذات الطابع الانفعالى ...
 لأن اللاهوت للى مش بيهتم بالكينونة او الحقيقة بيهتم يا اما بالانفعال او البحث وراء شوية مشاكل يحلها عشان تكون اساس الايمان زى ما بيسموها "مشكلة الألم"



VI
Akolouthia
عقلانية الخليقة و كيانها الحر

المفهوم الثانى اللى وضحه الآباء عشان نقدر نفهم طبيعة اتصال الله بالخليقة هو الأكولوثيا ...
Cosmic Man - The Divine Presence: The Theology of St. Gregory of Nyssa
بيحتوى شرح فيه لاهوت القديس غريغوريوس النيسى فيها يتعلق بالحضور الإلهى فى الخليقة و التجسد

مفهوم الاكلولوثيا بيشير الى ثبات الخليقة ... يشير الى عقلانيتها و منطقيتها و خضوعها لHسباب مرتبة و لكن كل الاسباب المنطقية اللى بتخضع ليها الخليقة لا تخرج عن المعنى النهائى ليها و هو الاتحاد بالله ... التناسق و التناغم و الترابط logical consistency / coherence

عقيدة الأكولوثيا جائت نتيجة التمييز الدقيق اللى وضعه الآباء فى القرون الأولى بين الكيان الإلهى و الكيان المخلوق ...  بمعنى ان الله اعطى الخليقة وجود خاص بيها ...  توماس تورانس وضح ان فى صعوبة عند الاباء الاوائل فى توضيح طبيعة الكائن المخلوق خاصة للعالم اليونانى اللى كان بيؤمن بأزلية الكون ...

 ازاى انه جاء من العدم الكامل من الفناء الكامل اللى هو اللاشىء ... و فى نفس الوقت معطى الكيان الخاص بيه و  الإمكانية الكامنة فيه للاتصال بالله عن طريق logoi لوغوسات الخلق

و ايمان الكنيسة ظل دايما ان للخليقة حياتها و كيانها الخاص بيها و المخلوق من الله و اللى فعلا معتمد على ارادة الله فى وجوده و استمراره فى الحياة و لكنه مش مؤسس او متحد فى الكيان الإلهى !!


 ... بمعنى ان الخليقة كلها جائت من العدم من اللاشىء و بالتالى زى ما بتحمل امكانية الاتصال بالله فهى تحمل امكانية الرجوع للعدم اللى اتخلقت منه مرة تانية ... و عشان كدا من الطبيعى وفقا لعقيدة الكنيسة فى الخلق من العدم ان الخليقة تعانى من أوضاع عدمية زى الألم

مش بس كدا ... الخليقة كمان وفقا لمفهوم الاكولوثيا  ليها حريتها الخاصة ، لأن ليها كيانها الخاص  المنفصل عن الإلوهه.. و ليها منطقها الخاص بيها و خضوعها لسلسلة من الاسباب و النتائج ...

بمعنى تسونامى لما حصل فى سومطرة 2005 حصل بمشية الله ، و لا فى مجموعة من الاسباب المنطقية الواقعة فى نطاق الكائن المخلوق هى اللى سببت المشكلة ... ،انا كإنسان مسيحى ماذا اعتقد فى مثل هذا النوع من الألم ؟ هل هو فرض إلهى مثلا ؟ ولا بيخضع لمجموعة من الأسباب المنطقية بحسب الحرية المعطاه للخليقة و كيانها الخاص و اللى سببت اصلا وقوعها فى السقوط و التغرب عن الله و تشوه المعنى الاصلى لوجودها ؟ و اذا كان الألم سببه مجموعة من الاسباب المنطقية ليه الحل دايماً لازم فى اذهاننا يكون الهى .... و مايكونش بيخض لأسباب منطقية اللى بنحاول نخلقها فى واقعنا بحسب القوة المعطاه لينا من الله ؟


مبدأ الأكولوثيا مش بس بيفسر لنا وجود الشر ،  و انواع خاصة من الإلم فى العالم ... و لكن بيكشف لنا عن طبيعة دعوتنا كمسيحيين .. ازاى نستخدم نفس الاسباب المنطقية اللى فى العالم عشان نتغلب على الألم ...

الاكولوثيا مبدأ موضوع فى الخليقة سواء ساقطة او متحدة بالمسيح ... بالسقوط تحولت الخليقة من akolouthia of good to akolouthia of evil


 .. بمعنى ان العالم صار يعمل ضد هدف وجوده و هو الاتحاد بالله و لكنه ظل متمتع بحريته و كيانه المستقل و العقلانى و المنطقى ، و انه اذا كان الألم مصدره تشوه عمل الخليقة المتغربة عن الله فإن دعوتنا كمسيحيين فى التغلب على دا بحسب القوة المعطاه لينا و اللى بيخضع برضو لمجموعة من الاسباب المنطقية اللى بنسغل الخليقة عشان تعمل فى خطة الله و هدفه ...

الأكولوثيا بتكشف لنا طبيعة التدبير الإلهى فى العالم ... ان التدبير الإلهى اصلاً بيفترض حرية الكائن المخلوق و حريته فى تشكيل وضعه هى مبدأ ثابت فى الوجود ... و عليه فإن سبب الألم او نتيجته بتخضع للمبدأ دا ...



VII
العناية الإلهية كجدل بين الله و الخليقة

أخيراً : لمفهوم العناية الإلهية و النتيجة اللى وصلنالها من شرحنا للمفاهيم اللاهوتية عن الخليقة بحسب ايماننا المسيحى ...

ببساطة ... اى لاهوت مش بيشرح العلاقة بين الله و الإنسان وفقاً لمفهوم synergia ... او العمل المشترك بين الله و الانسان ،مش لاهوت أرثوذكسى ...


بحسب إيماننا الخليقة و الإنسان مدعوين يفعلوا قواهم و مواهبهم و طاقات ابداعهم و مجهودهم للتغلب على اى وضع عدمى بما فيه الألم
لأن وجود الخليقة نفسه زى ما وضحنا مش منغلق على ذاته ، يعنى مش ينبع منها و يرتد إليها  وحدها ، لكنه مفتوح دايماً على الوجود الإلهى و القوة اللى بتيجى منه للخلائق



لازم ناخد بالنا انه فى اللاهوت الآبائى كان التعليم بالخطية الأصلية مهمل و كان الأمل مفتوحاً للجميع ، السقوط لم يطمس الصورة الإلهية فى الإنسان أو يلغيها بل فقط شوهها ، و عشان كدا بتقدر تستعيد بهاءها و تُكمل تجديدها فى يسوع الابن ، دا يفتح الطريق أمام الفكر المسيحى صياغة لاهوت متفائل إنسانياً  .... لأن اى تقدم انسانى و اى محاولة ليه للتغلب على اوضاعه العدمية بيتم بحسب ايماننا وفقا عملية إنفتاح تدريجى / ديالكتيكى جدلى على الإمكانات الإلهية الأبدية المتاحة للطبيعة البشرية فى دعوتها لتكون على صورة الله و مثاله
...

و ذا كنا هنلخص كلامنا كله ، هنقول انت معطى ليك القوة بحسب اتصالك باللوغوس لاستخدام و للتعامل مع اوضاع عقلانية و منطقية العالم للتغلب على الألم او المعاناة ... و القوة دى مصدرها الله نفسه اللى وهبلنا الحياة و وهبنا معاها امكانية اننا نحافظ عليها و ننميها ..