Wednesday 9 March 2011

أمثلة من التفسيرات الرمزية للقديس كيرلس الأسكندرى


أمثلة  من التفسيرات الرمزية
 للقديس كيرلس الأسكندرى الكبير




فى ختام دراسة المنهج التفسيرى عند القديس كيرلس الكبير، نقدم بعض الأمثلة على التفسير الرمزى للقديس كيرلس نفسه ، من أجل توضيح ما سبق عرضه ، مع ملاحظة أنه يقدم تفسيره الرمزى بدون أن ينكر أو يهمل تاريخية الحدث الذى يفسره:

+++
فى بشاره المعمدان بالمسيح : 
الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ الْقَمْحَ إِلَى مَخْزَنِهِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ : (لو 3 : 17)

[ لأنه يقرن أولئك الذين على الأرض بسنابل القمح أو بالحرى بيدر الدراسة و القمح الذى فيه .. و الرب حينما كلم الرسل القديسين عمل مقارنة مماثلة عن حالتنا "إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ" ( لو 10 :2) .. اذاً فنحن ندعى بسنابل القمح و نسمى بالحصاد و هذا الحصاد هو ملك لله فوق الكل لأنه هو رب الكل و لكن انظروا فإن المعمدان المبارك يقول أن البيدر يخص المسيح إذ هو ملك له فهو الذى ينقيه إذ يزيل و يفصل التبن من القمح ، لأن القمح يشير الى الأبرار الذين لهم ايمان ثابت و راسخ ... أما التبن فيشير الى ضعاف الفكر و الذين يغوى قلوبهم بسهوله و هم خائفون و جبناء و يحملون بأى ريح .. أن القمح حينئذ يجمع فى مخزن أى يحسب مستحقاً للأمانة فى يد الله و مستحقاً للرحمة و الحماية و الحب أما التبن فيحرق فى النار كمادة لا نفع لها ]
تفسير إنجيل لوقا[1] صـ 65 و 66

+++
دعوة المسيح لتلاميذه : "وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ " (يو 1 : 39)

[ فإن كل إنسان يستطيع أن يصل الى المعنى الذى يناسب إدراكه لأن كاتب الإلهيات أراد أن يوصل لنا معنى خفى يصعب إدراكه لأول وهلة و أنه أراد أن يعلمنا انه ليس فى بداية العالم أعلن السر العظيم الخاص بالمخلص أنما فى نهاية الدهور لأنه فى الأيام الأخيرة سنكون جميعاً " متعلمين من الله" ( إش 54 :13 ) و يمكننا أيضاً أن نأخذ الرمز الذى أراده الإنجيلى من الساعة العاشرة لأن التلميذين مكثا مع المخلص و صارا ضيوفه و هكذا الذين يدخلون بالإيمان البيت المقدس ( الكنيسة) و يسرعون إلى المسيح عليهم أن يتعلموا أن يمكثوا معه و أن لا يتغربوا عنه أو يبتعدوا عنه بالعودة الى الخطية أو العودة الى عدم الإيمان ]

تفسير إنجيل يوحنا[2] صـ 169
أى أن الساعة العاشرة رمز لنهاية الدهور ، و بيت المسيح يرمز سرياً للكنيسة.


+++
فـى مــعـجـزة إشـباع الجـموع:
" فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَل وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلاَمِيذِه "  (يو 6 :3)
[لأنه لما صعد يسوع من أورشليم بحسب ماقيل بالأنبياء "قَدْ تَرَكْتُ بَيْتِي. رَفَضْتُ مِيرَاثِي" ( إر 12 : 7 ) و لما رفضه و ازدرى به شعب اليهود المعاند العاصى أعطى نفسه للغرباء " فتبعه جمع كثير" لكنه صعد الى جبل بحسب ما كان سيقوله حقاً فيما بعد " وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ " ( يو 12 : 32) لأنه رفع على من الأرض بصعوده على الصليب لأجلنا و رفع أيضاً بطريقة أخرى اذ صعد أو ارتفع كما على جبل الى مجد و كرامة الهيين لأننا لا نفعل مثلما فعل اسرائيل فنحتقره كإنسان بل نعبده كإله و مخلص و رب ]

تفسير إنجيل يوحنا صـ 320
أى أن صعود المسيح على الجبل كان رمزاً : لرفض إسرائيل و قبول الأمم ، الصليب ، لاهوت الكلمة المتجسد .


كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً، وَالشِّعَابُ طُرُقًا سَهْلَةً " (لو 3 :5 )
[لأن جماعات المؤمنين لهم فى الكتب المقدسة مرعى مملوء بانواع مختلفة من النباتات و الزهور تلك الكتب هى مرشدكم الحكيم و اذ يمتلىء المؤمنين بالفرح الروحانى بسبب التعاليم المجيدة و الإرشادات التى تحتويها هذه الكتب لذللك فهم ياتون كثيراً الى المجالس الملكية المقدسة التى توفرها لهم هذه الكتب المقدسة و هذا ما سبق الأنبياء به من ومن بعيد " وَيَكُونُ عَلَى كُلِّ جَبَل عَال وَعَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ سَوَاق وَمَجَارِي مِيَاهٍ فِي ذلك يَوْمِ " (إش 30 : 25 ) "وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الْجِبَالَ تَقْطُرُ عَصِيرًا، وَالتِّلاَلَ تَفِيضُ لَبَنًا" (يؤ 3 : 18)  أنه من عادة الكتب الإلهية أن تشبه بالجبال و التلال اولئك الذين اقيموا على الآخرين اولئك الذين عملهم أن يعلموا الآخرين اذ انهم مرتفعون جداً و هذا الإرتفاع أقصد سمو أفكارهم المنشغلة بالامور السماوية و ابتعادهم عن الأمو الأرضية بينما المياة و الحلاوة و اللبن تشير الى التعاليم التى تفيض منهم كما تفيض المياة من الينابيع " و يكون حينئذ فى ذلك الوقت أن مياهاً متدفقة و عصيراً و لبناً تجرى من كل جبل عال  و من كل أكمة مرتفعة "و هذه هى التعزيات الروحية التى للمعلمين القدسين الذين يقدمونها للشعب الذين يتولون مشئولية رعايته إن الجماعات اليهودية محرومة من تلك التعزيات لانهم لم يقبلوا المسيح رب الجبال و التلال و معطى التعزيات الروحانية و هو الذى يقدم نفسه كخبز الحياة للذين يؤمنون به لانه هو الذى نزل من السماء و أعطى الحياة للعالم الذى به و معه لله الآب يليق التسبيح و السلطان مع الروح القدس الى دهر الدهور . آمين]
تفسير إنجيل لوقا صـ 237

 "هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ" (يو 6 :9)
[هيا نتحدث قليلاً عن " خمسة أرغفة الشعير" التى كانت مع الغلام و عن السمكتين لأن كل نوع من هذه الأنواع ذاتها الى جانب الأعداد إنما هو مفعم بالسر .. الحقيقة ان الإنجيلى المبارك قد أحصى و بكل اجتهاد كل الأشياء أيضاً ليعطينا بالتأكيد شيئاً نفكر به و الذى يحتاج منا أن نتفحصه أيضاً .... يقول أن الأرغفة كانت خمسة و أنها كانت من " الشعير" و أنهما " سمكتان " و بهذا أطعم المسيح الذين يحبونه و أعتقد  أنه بالارغفة الخمسة يشير الى كتاب الحكيم جداً موسى ذى الأسفار الخمسة أعنى الناموس كله الذى كان بمثابة الطعام الثقيل و الذى أعطى لنا بواسطة الحرف لأن هذا ما يلمح اليه لفظ " الشعير" لكنه يشير بالسمكتين الى ذلك الطعام الذى حصلنا عليه بواسطة الصيادين أعنى الكتب الشهية جداً التى لتلاميذ المخلص ، و يقول انهما اثنتان اشارة الى الكرازة الرسولية و الإنجيلية التى أشرقت فى وسطنا و التى هى مخطوطات الصيادين و كتابتهم الروحية هكذا فان المخلص اذ يخلط الجديد بالقديم و بالناموس و تعاليم العهد الجديد فهو يقوت انفس المؤمنين الى الحياة الأبدية و كون التلاميذ من الصيادين فهو أمر واضح و جلى و بالرغم من أن الجميع لم يكونوا صيادين إلا من بينهم من كانوا كذلك و إن مناقشتهم لن ترد عن الحق فيما قيل ]
تفسير إنجيل يوحنا صـ 330
أى أن الخمسة أرغفة الشعير رمز لكتب العهد القديم ، أما السمكتين فرمز للعهد الجديد و هما اثنتان رمز للبشارة الشفوية ، و الكتابات الإلهية

"فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ" (يو 6 : 10)
 [لأنه مُكَّرم كل ما هو رجل و يافع و ليس من هو طفولى فى طلب الأمور الصالحة أن الذين يسلكون كرجال فى الصلاح هؤلاء يطيعون الطعام بواسطة المخلص بشكل أكثر مناسبة و خصوصية ... أما الذين هم أطفال فى الفهم عاجزون حتى عن إدراك أى أمر من الأمور التى من الضرورى معرفتها.]
تفسير إنجيل يوحنا صـ 327

+++
فى تطهير الهيكل : "فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ.." (يو 2 :15)
[فهو بالعدل يطبق عليهم العقوبة المناسبة للعبيد لأنهم لا يقبلون الابن الذى يصِّير الإنسان حراً بالإيمان و ذلك الذى قيل بواسطة بولس "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ" (1كو 3 : 17).. يليق بالذين أكرموا العبادة الشرعية أن يعرفوا بعد ظهور الحق أنهم بإحتفاظهم بروح العبودية و برفضهم أن يصيروا أحراراً فإنهم يصيرون عرضه لضربات و معرضون للعذاب المرتبط بالعبودية ... هذا يشير اليه بوضوح جداً بالرمز صانعاً لهم سوطاً من حبال لأن السياط هى علامة العقاب .]
تفسير انجيل يوحنا صـ 179
+++
عند القبض على المسيح فى جثيمانى:
"حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ" (يو18 : 1)
 [حيث أن "البستان هو رمز للفردوس القديم و فى البستان كل الأماكن و الأحداث اجتمعت مهاً  ففيه تمت عودتنا الى الحالة الإنسانية القديمة ( الأصلية) و فى البستان بدأت متاعب البشرية و لكن فيه أيضاّ بدأت آلام المسيح التى أتت بالنجاه من كل الشرور التى حدثت لنا لا سيما فى القديم ]
تفسير إنجيل يوحنا[3] صـ 8

"ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ الْعَبْدِ مَلْخُس" (يو 18 :10)
[لقد قطع بطرس الأذن اليمنى لعبد رئيس الكهنة و كان هذا العمل بمثابة علامة على عجز اليهود عن السمع الجيد لأنهم لم ينصتوا جيداً لكلمات المسيح بل أكرموا الأذن اليسرى أى طاعة هواجسهم التابعة من تعصبهم فصاروا " مُضَلين و مُضلِّن " (2تى 3 :13) كما يقول الكتاب لأنهم عندما عاشوا حسب الناموس القديم لم يهتموا بالوصية قدر إهتمامهم بتعاليم الناس ( مت 15 :19) ]
تفسير إنجيل يوحنا صـ  19 و 20

"وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ" (يو 18 : 3)
استنتج القديس كيرلس من هذا أن البستان كان يسوده الظلام ، و من هنا فسر "الظلمة" رمزياً
["الظلمة" هو اسم الشيطان لأنه هو الليل و الظلام الدامس فالسلطان قد أعطى للشيطان و اليهود ليقوموا ضد المسيح ]
تفسير إنجيل لوقا صـ 722

+++
"وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ" (يو 19 :2)
[ لقد عامل العسكر المسيح كمن يسعى الى عرش و لذلك أهانوه كعادة الجلود و لنفس السبب وضعوا اكليل شوك على رأسه و الإكليل هو رمز للسيادة و الملك الأرضى أما الرداء الأرجوانى فهو دلالة على الملك و أهانوه بطريقة تتفق مع كل هذه المظاهر لأنهم اقتربوا منه و كانوا يقولون له السلام يا ملك اليهود
و قد سمعت هذا التفسير و هو يرضى خيال البعض أن اكليل الشول يرمز الى الجماعات من الوثنيين الذين سيعودون للمسيح و سيقبلهم هو ليجعلهم تاجه الملوكى عندما يؤمنون به و الأمم مثل الشوك لأنهم بلا ثمر و لا نفع كما يجمع الشوك للحريق هكذا الأمم كانوا بلا فائدة أما الآن فهم فى المسيح يسوع لهم كل الفوائد ، أما الرداء الأرجوانى فهو يرمز الى ملكوت المسيح الذى سوف ينتشر فى العالم كله و يمكننا أن نقبل أى تفسير طالما انه ليس غريباً عن الحق بشرط أن يكون له هدف واضح و لا يوجد ما يدعو الى رفض هذا التفسير لأنه يحتوى على براعة فى فهم عمل المسيح فى المستقبل ] 
تفسير إنجيل يوحنا صـ 54
+++
صـلب الـكـلمة المـتجـسد :
"وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ." (يو 19 : 23)
[المجرمين الذين صلبن على جانبى المسيح رمزاً للشعبين الذين سوف يتصلان به أى اليهود و الأمم  لأن اليهود حكم عليهم الناموس و كانوا مذنبين بتعدى الناموس و الأمم كانوا مذنبين بالوثنية لأنهم عبدوا المخلوق دون الخالق
و الذين صلبوا مع المسيح قد اتحدوا به بشكل آخر لانهم يحتملون الموت عن حياتهم القديمة فى الجسد و يتجددون للحياة الجديدة حسب الإنجيل و حقاً يقول بولس "وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ." ( غلا 5 : 24) كذلك فان صلب هذين اللصين على جانبى المسيح يعبر عن مصالحة الشعبين و موتهما عن الحياة القديمة مع المسيح المخلص ]
تفسير إنجيل يوحنا صـ 72

"أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْمًا. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضًا الْقَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجًا كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ (يو 19 : 23)".
[ كان تقسيم الثياب الى أربعة أقسام و الاحتفاظ بالقميص دون تقسيم رمزاً لعناية الله السرية التى تدعو أرجاء المسكونة الأربع للخلاص لأن أرجاء المسكونة الأربع إقتسمت بينها رداء الكلمة أى جسده الذى ظل أيضاً غير مقسم و رمز اليه القميص لأن الابن الوحيد يقسم جسده الذى يتقدس به نفوس و أجساد الذين يتناولونه الى أجزاء صغيرة حسب الاحتياج الا أن جسده واحد حى فى الكنيسة كلها دون أن ينقسم لأن بولس يقول أن المسيح لا يمكن أن ينقسم ( 1كو 1 : 13)
و هذا هو معنى السر الخاص بالمسيح و قد ظهر هنا بشكل مستتر لاسيما فى الناموس الذى حدد أن يؤخذ حمل فى الوقت المعين و منع أن يؤخذ حمل لكل فرد من الشعب بل جعل واحد لكل بيت و حسب عدد أفراد البيت و اذا كان البيت صغيراً ينضم الى بيت آخر من بيوت الجيران و حددت الوصية أن يشترك الكثرة من الأفراد فى حمل واحد لكى لا يحدث تقسيم جسدى للحم و العضم و منع الناموس نقل أجزاء الحمل المذبوح من بيت الى بيت و لذلك يقول "فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لاَ تُخْرِجْ مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ" ( خر 12 : 46)  و لاحظوا كيف ان الناموس كما قلت يحرص على أن الكثرة الموجودة فى البيت تشترك فى الحمل الواحد و بحرص شديد حتى لا يظهر الحمل مقسماً بل يأكل الكل منه كحمل واحد و يشترك فيه الكل و بذلك يقسم و لا ينقسم
  و هكذا يجب أن نفكر فى رمز تقسيم ملابس المسيح  التى انها قسمت الى أربع أجزاء الا أن القميص ظل واحداً بدون تقسيم و هذا اشارة الى التوزيع و وحدة الذبيحة
و لا مانع أن نضيف لمن يريد أن يتعمق فى فهم الرمز أن القميص المنسوج من فوق الى أسفل دون خياطة رمز لجسد المسيح الذى تكون فى أحشاء العذراء بدون علاقة جسدية بين رجل و امرأة و انما يعمل و قوة الروح القدس الذى من فوق.]
+ + + + + + + + + + + +
ما  خرجنا بـــه  من  هذه " الدراسة ":
أولاً : المنهج القديس كيرلس الأسكندرى التفسيري للكتاب المقدس _ خاصة العهد الجديد _ ينبنى على تعاليمه الخريستولوجية التى جائت فى ظل ظرف تاريخى حساس مرَّت به الكنيسة المسيحية:
+ فكما ان الله كلمنا فى ابنه الوحيد المتجسد ، و هذات لم ينقص من مجده الإلهى ، هكذا يكلمنا بلغتنا البشرية فى الكتاب المقدس بدون أن ينقص ذلك فن القصد الروحى للكلام الإلهى.
+ فكما أنه يؤكد على تجسد الكلمة بالحقيقة ، هكذا يؤكد على أهمية المعنى الحرفى للنص ، فهو الظل بالنسبة للمعنى الروحى.
+ كما أن الإيمان ببشرية المسيح لا ينفع شىء هكذا الوقوف عند حدود التفسير التاريخى للنص لا يفيد ، بل يجب الإنطلاق إلى أمجاد التفسير الروحى.
+ و كما أن الإله بتجسده أخذنا و رفعنا إلى مجد الطبيعة الإلهية عينها ، كذلك ترفعنا حروف و كلمات النص إلى المعنى و القصد الإلهى السامى ... كما أوضحنا فى مقال فلسفة الرمزية عند القديس كيرلس الأسكندرى  

ثانياً : المناهج التفسيرية قبل القديس كيرلس كانت تنبنى على الرؤى الفلسفية ، فرمزية الأسكندرية ترتد إلى مثالية أفلاطون و قد ركزت على لاهوت اللوغوس ، بينما تاريخية و حرفية أنطاكية تجد جذورها فى واقعية أرسططاليس ، أرسطو، تلك التاريخية التى قادت إلى تبنى نظرية الحلول الأقنومى و أدت إلى ظهور الأبولينارية و النسطورية ... كما أوضحنا فى مقال جذور و نتائج الخلاف بين الرمزية و الحرفية.

ثالثاً : صالح القديس كيرلس كل من منهجين الأسكندرية و أنطاكية و جمعهما على أرضية خريستولوجية فى شخص يسوع المسيح الإله المتجسد ، و الرؤيا الخلاصية للاهوت و الأمانة للتعليم الرسولى ، متجنباً شطط الفلسفة و شطوح العقل المُجرَّد... كما أوضحنا فى مقال أصول المنهج الكيرلسى.
انتهى بعون الرب




[1] تفسير إنجيل لوقا : هو عبارة عن سلسلة من العظات لشرح إنجيل لوقا و لها طابع عملى أكثر من الطابع العقيدى فهو من طبيعة مختلفة عن شرح إنجيل يوحنا فهو عبارة عن تجميع لعظات على النص الإنجيلى لإغراض عملية و ليس عقائدية و قد تبقى من النص الأصلى ثلاث عظات كاملة و بعض الشذرات من المخطوطات وجدت فى مجموعة السلاسل الذهبية إلا انه يوجد نسخة سريانية تحتفظ بـ156 عظة منهم و تفسر محتويات النسخة السريانية مفتاحاً لتاريخ تأليف هذا التفسير و هناك على الأقل مرجع واحد للحرومات الإثنى عشر فى عظة 63 فإن ثبتت أصالتها يمكننا القوا أن تاريخ تأليفه نهاية عام 430 م (تاريخ الرسالة الثالثة ضد نسطور التى تحتوى على الحرومات الإثنى عشر 30 /نوفمبر/430 م
و قد استخدمنا ترجمة المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية
 
[2]تفسير إنجيل يوحنا : يرجع تأليفه الى ماقبل النزاع النسطورى و يقع هذا المؤلف الضخم فى 12 كتاب مقسم الى فصول له طابع عقيدى دفاعى و يشدد القديس كيرلس على ألوهية المسيح له المجد و على المساواة فى الجوهر بين الآب و انه ابن الله و هو من نفس جوهر الآب و أن لكل منهما أقنومه الخاص و هو الابن المتجسد و يشير القديس فى مقدمته الى أن الاهتمام الخاص يجب أن يوجه الى المعنى العقائدى للنص و رفض الأفكار الهرطوقية و هو ينقد بحدة فكر الأريوسيين و الإفنوميين و فى شرح طبيعة المسيح و التعاليم الخريستولوجية الخاطئة لأتباع مدرسة أنطاكيا و لم يذكر اسم نسطور و لا لفظ "ثيوطوكوس" و المفردات اللاهوتية المستخدمة ليست هى المستخدمة فى كتاباته بعد النزاع النسطورى لهذه الأسباب أجمع الباحثون على أن شرح إنجيل يوحنا كتب قبل المرحلة النسطورية عام 429 م . و قد استخدمنا ترجمة المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية
 
[3]من هنا فصاعداً قد استخدمنا ترجمة تفسير الأصحاحات 18 إلى 21 من إنجيل يوحنا للدكتور جورج حبيب بباوى فى إبريل 1977 ، و التى صدرت فى كتاب بعنوان " آلام المسيح و قيامته فى إنجيل القديس يوحنا "

1 comment:

Anonymous said...

برافو ... سلسلةرائعة

مستنيين اللى الموضوع اللى بعده

متشكرين